الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة المخرج منجي بن ابراهيم يهدي عرض ''الحكماء'' إلى روح المنصف السويسي

نشر في  16 ديسمبر 2017  (11:17)

أهدى المسرحي المنجي بن ابراهيم عرض مسرحية "الحكماء" التي تم تقديمها في اطار الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية عشية يوم الجمعة 15 ديسمبر بقاعة ابن رشيق، اهداها الى روح الفنان الراحل المنصف السويسي مؤسس أيام قرطاج المسرحية ومديرها الأول.

وقال المنجي بن ابراهيم في كلمة تقديمية موجزة سبقت العرض أنه استوحى عمله من نص للمسرحي الألماني برتولد براشت الذي اشتغل حول موضوع شائك وهو التدهور الفكري لدى المجتمع والمجتمعات الانسانية، وقد كتب براشت مسرحية بعنوان "توراندوت" أو "مؤتمر غاسلي الأدمغة".

وأضاف: "نحن ارتأينا بدورنا كمسرحيين، لاننا لاحظنا كذلك، من خلال الدراسات والبحوث لبراشت -هذا الكاتب الكبير- اننا نعيش ايضا زمنا صعبا، فارتأينا ان نتحدث قليلا او نتجاذب معكم حول هذه النواحي الشائكة في مجتمعاتنا، الا وهي العقل والتعقل والفكر والتفكير من خلال دراماتورجيا بعنوان "الحكماء" يقترحها "المسرح اليومي" بتونس في هذه المناسبة.

وتعرضت المسرحية التي تقمص أدوار بطولتها كل من بحري الرحالي وومحمد حسين قريع وسارة حلاوي وناصر العكرمي وايمن النخيلي الى مواضيع عزلة السلطة وتخبطها فضلا عن علاقتها مع عامة الشعب.

ومن خلال تصور ركحي سلس وأداء مميز للمثلين، توفقت المسرحية في خلق تلك العلاقة الجدلية بين من هم على الركح وبين الجالسين قبالته، فإمحت تلك المسافة بين الطرفين وتفاعل الجمهور مع  الآداء والميم وما حمله النص من أفكار مصيرية تروي الكثير عن تخبط السياسيين والحكماء الزائفين وولعهم بوضع يدهم على مصائر الشعوب.

فبإسم الحكمة الماكرة والمعرفة الزائفة، كم من سياسي دمر، وكم من متملق أفسد، وكم من قريب من السلطة عكر، وكم من لغة خشبية حطمت، وكم من مؤتمر آذى، وكم من عسكري أباد أحلام وقوت الناس التواقة للحب وللحياة. ومن خلال هذه المضامين التي راوحت بين لغة التسلط والتحيل والقوة، بيّن المنجي بن ابراهيم كيف يمكن لنص صاغه براشت سنة 1953، أن يظل حمالا لاشكاليات راهننا، ولتساؤلات يجب أن تظلّ حية وقائمة حتى نفكر وندقق ونتيقظ -من خلال المسرح- على أحوال وأهوال ما نعيشه اليوم.  

شيراز بن مراد